الوزير السابق د. نزيه منصور
مضت على نشأة الكيان المؤقت، وفقاً للقرار الدولي ١٨١، الذي سلب حق شعب ومنحه لعصابات الهاجانا وشذاذ الآفاق، سبع وسبعون سنة من الجرائم الإرهابية والتدمير والقتل والتهجير من دون حساب ولا عقاب. فشلت الأنظمة العربية والإسلامية بتحرير فلسطين، وكذلك المجتمع الدولي في تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني، حتى منظمة التحرير عجزت عن قيام دولة وفقاً لاتفاقية أوسلو، لكن القوى الحيّة من أبناء الأمتين العربية والإسلامية أصرّت على تحقيق الأهداف الاستراتيجية، ونظراً للظروف الإقليمية والدولية والهيمنة الأميركية يصعب إزالة الكيان في ظل انعدام التوازن الدولي...!
لإزالة الكيان المؤقت وإقامة دولة فلسطينية واحدة عاصمتها القدس تضم الشعب الفلسطيني بمختلف دياناته، يقتضي توفر معطيات ووقائع وتوازنات، وفقاً لما يلي:
١- قيام وحدة عربية وإسلامية تهدف لتحرير فلسطين
٢- انهيار الولايات المتحدة الأميركية أسوة بالاتحاد السوفياتي
٣- تخلي الولايات المتحدة عن الكيان الصهيوني وتركه يتخبط ويقلع شوكه بيده
٤- تسونامي إلهي يزيل العصابات الصهيونية
بالعودة إلى هذه الاحتمالات، نرى أن الاحتمال بقيام وحدة عربية إسلامية في الزمن القريب مستبعد، لأن كل دولة منها تعاني من نقاط تضعفها وتمزقها وتجعلها تابعة هنا وهناك. أما الاحتمال الثاني، انهيار الولايات المتحدة وتفككها من الداخل، فهذا احتمال متوقع بسبب عناصر الضعف العديدة رغم امتلاكها عناصر القوة. الاحتمال الثالث وهو تخلي واشنطن عن تل أبيب بعد أن أصبحت تشكل عبئاً عليها ولم تعد تمثل مصالحها، إذ وضعت يدها على كامل الإقليم سياسياً واقتصادياً من دون منازع، خاصة أن الكيان يطمح لإقامة شرق أوسط يتحكم بكامل تفاصيله وينافس الولايات المتحدة وهذا ما ترفضه واشنطن، وبالتالي إمكانية الاصطدام وتضارب المصالح قد يؤدي إلى التخلي عنها....!
أخيراً الاحتمال الرابع وهو حصول تسونامي يزيل الكيان عن بكرة أبيه يشمل الأخضر واليابس ويصيب الصالح بالطالح، أمر غير متوقع لأن العدالة الإلهية تعاقب المجرم وليس البريء....!
ينهض مما تقدم، أن نهاية الكيان المؤقت تخضع لتحولات دولية، وأولها يتعلق بالولايات المتحدة الأميركية سواء بانهيارها وترك الكيان يواجه القوى الحيّة أو من خلال تخلي واشنطن وهو أقرب إلى الواقع، بعد أن انتهى دوره وتحوّل إلى متمرد على واشنطن...!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- أي من الاحتمالات قابل للتنفيذ؟
٢- هل فعلاً أصبح الكيان يشكل عبئاً على واشنطن؟
٣- هل الولايات المتحدة ذاهبة إلى الانهيار أم إلى مزيد من الهيمنة؟
٤- هل يستيقظ العرب والمسلمون؟